الاثنين، 10 يونيو 2013

Psychological warfare



 الحــرب النفسيـة
Psychological warfare







الحرب النفسية من أكثر الحروب انتشارا وهي ليست حربا بالمعنى التقليدي  ( أسلحة , ذخائر , جنود .... الخ ) وفي الغالب  تكون تمهيدا للحروب الحقيقية سواء بين الدول أو الجماعات , فهي بلا مدافع تستهدف تحطيم معنويات المقصود او العدو والتأثير عليه .
وتندرج تحت علم النفس العسكري .

  اليونان القديمة اَستخدم أسلوب السب والشتم والتشهير السياسي للتأثير على الروح المعنوية للعدو , وايضا في الحروب الإسلامية استخدمت الحروب النفسية حيث لجأ المسلمون إلى التكتيك والدعاية حيث بينه حديث الرسول صل الله عليه وسلم
(( جاهدوا الكفار بأنفسكم وسيوفكم وألسنتكم )) ,
وكذلك مافعله الكفار حيث استغلوا حدث وفاة الرسول لإحداث التفرقة بين المسلمين .
إذن , اسلوب الدعاية استخدمه الأقدمون كأداة للحرب النفسية

الحرب النفسيــة هي :
ممارسة التأثير النفسي ( السيكولوجي ) بغرض تقوية وتدعيم الروح المعنوية لأفراد الجماعة , وتحطيم الروح المعنوية للعدو .

إلى ماذا تهدف الحــرب النفسية ؟ :
-          بث اليأس في نفوس أفراد العدو
-          تشجيع العدو على الإستسلام
-          تهويل الخساسر البشرية ( يخص الحروب السياسية ومن تهويل في وسائل الإعلام بأنواعها )
-          زعزعة إيمان العدو بأهدافه واستحالة تحقيقها


ماهي الأساسيات التي ترتكز عليها الحرب النفسية ؟ :

-          شل معنويات العدو وتثبيط عزيمته من خلال اللهجة الرزينه الهادئه والمنطق الرصين الذي يعتبر اقوى واقرب الى قلوب الناس من اللهجة التي تعتمد على الشتائم والصراخ في التعبير .
-          إبراز الحقائق , كأسلوب للهجوم السيكولوجي على العدو , فذكر الحقيقه هو الذي يربح الحرب النفسية
-          في الحرب النفسية الهجوم أجدى من الدفاع

ماهي أسلحة الحروب النفسية ؟ :
سلاح الحروب النفسية هو مايلامس إحساس ومشاعر الإنسان وماينقل اليه من افكار ومعارف إذن هي ( الكلمة ) سواء مسموعة او مكتوبة او مرئية ( الصحف – الكتب – البرامج – الاخبار – الكاريكاتير – المحاضرات – الأفلام – نشر الأسرار – الشائعات – النكت )

** ولكن أهم واخطر اسلحة الحرب النفسية هي ((( الشـائعــات )))

الشائعات كما هو معروف موضوع خاص يتداوله الناس بقصد تصديقه او الاعتقاد بصحته دون توافر الأدله اللازمه على حقيقته , فالشائعات تنتشر بشراسة لأنها لا ترتكز على مصدر يؤكد صدقها لذلك سيكولوجية الشائعات من أخطر اساليب الحرب النفسية



للشائعـات انواع وخصائص معينه سأذكر ابرزها تداولا :
-          الشائعات التشاؤمية , وهي اكثر انتشارا وتفاعلا من الشائعات ذات الطابع التفاؤولي (الأشخاص ذوي الدرجة العالية من القلق ينشرون الشائعات بشكل اكبر مقارنه بالأشخاص الآمنين )
-          الشائعات اثناء سريانها تتعرض للتضخيم والتحريف والإضافة
-          قد تأخذ الشائعات اساليب غير مباشره كالدعاية والنكته والرسم الكاريكاتيري , والنكت تعتبر من اخطر اساليب نشر الشائعات لما له من تأثير قوي على الرأي العام وخاصة بين المستوى الثقافي والإجتماعي المنخفض الذي يستهويهم اسلوب النكت .
-          وايضا للرسم الكاريكاتيري قوه جاذبه بعيدة الأثر ويمكن انتشاره بين المستويات الثقافيه .
-          الشائعات ليست دائما تهدف للتحطيم , وإنما تستخدم لجس نبض الرأي تجاه موضوع معين
-          يلجأ البعض للشائعات لكتم كارثة او فضيحه معينه , حيث بعد الكارثه تظهر فورا إشاعة معينه تغلق خلفها ملف الكوارث والفضائح .

سأذكر مثالا واقعيا على الحرب النفسية وبالتحديد انتشار الإشاعات , وهو ماحدث في حرب العراق وامريكا  :
-           كان اعلان الحرب مرتبطا باغتيال الرئيس العراقي صدام حسين ( قطع الرأس ) , وكان مبررا لإستعجال الحرب
-          طمأنة الشعب العراقي ان الهدف الأمريكي تجنب الحرب بقطع الرأس فقط وليس له اهداف اخرى    
-          إطلاق شائعات موت الرئيس العراقي لعدة ايام هدفها إثارة الفوضى الداخليه حتى ظهر الرئيس على التلفاز ونفي الخبر
-          إرباك الجهات التي تقدم الدعم للعراق
-          رفع معنويات الجنود الامريكيين والحلفاء
-          إحباط معنويات الشعب العراقي
-          الإعلان الامريكي انها حرب نظيفه رغم استخدام اسلحة جديده وبعضها محرمه دوليا
-          إطلاق شائعة تأخير الهجوم رغم ان الهجوم جاء في اليوم التالي على المطارات

*** إذن الحرب بدأت بشائعة مقتل الرئيس العراقي .

اخيرا , توصلنا إلى عصر يسري فيه الخبر الغير مستند على ادله مفعولا اقوى من الخبر الصادق .
يجب ان نكون اكثر تنبها في البحث عن مصادر الخبر قبل تداوله , لا تكن مساهما في نقل اخبار كاذبة لاتمت للصدق بأي صله وتنشرها حتى وإن كانت قضية حاليه , التأكد منها لن يكلفك شيئا فلا تتسبب بتخريب أسر او جماعات او دوله ....



( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )




حنان السالم ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق